بسم الله الرحمن الرحيم
انتشرت في زماننا عادة سيئة بل هي من أنواع الظلم، يقع بها الكثير الكثير ويظلمون بها غيرهم ويأخذون حقوقهم
غزت دوائرنا الحكومية منها والخاصة
غزت كل القطاعات
حتى وصلت إلى المدارس
يصاحبك البعض وتعتبره صديق
حتى تكتشف الأمر كله، يتقرب منك لنفسه أو لإبنه أو قريبه
إخواني أعتقد بل أجزم أنكم سمعتم بها
أنها الواسطة أو ما يعرف بحرف الواو
هل تعرف ما هي الواسطة ؟
هل أنت مع أو ضد الواسطة ؟
هل ذهبت يوما لأحد وطلبت منه أن يتوسط لك في شيئ ؟
هل أتى أحدهم وطلب منك أن تتوسط له ؟
ماذا كان ردك؟
على من يقع الذنب الأكبر في هذه المسألة ؟
ما شعورك حين يضيع حقك بسبب الواسطة ؟
ما هو شعورك إذا علمت أنك أخذت حق غيرك بالواسطة ؟
كيف نستطيع حل هذه القضية ؟
إخواني
قاتل الله الواسطة فكم قتلت من طموح
وكم اغتالت من فرح
وكم تسببت في ذرف الدموع
وكم رفعت من لا يستحق إلى الأعلى
وكم هوت بأناس إلى القاع وهم لا يستحقون ذلك .
الواسطة هي
نتاج فساد إداري يلغي مبدأ تكافؤ الفرص ثم أصبحت ثقافة ثم تحولت بعد ذلك إلى عقيدة.
هذا المرض الخبيث وهذا الداء المستشري في مجتمعنا مهما حاولنا غض الطرف
ولبسنا رداء النزاهة والحيادية أتساءل كغيري من الناس هل نستطيع أن نقضي
على
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الوباء وهل من الممكن أن نعيش بلا واسطة هل هذا ممكن أم انه حلم من الأحلام
لكن دعونا نسأل أنفسنا ولو لمرة واحدة لماذا الواسطة ولماذا هي متحكمة
حياتنا .
لماذا لا نطبق مبدأ العدل والمساواة ونضع الأمور في نصابها ويأخذ كل إنسان
مكانه الطبيعي ويعطى كل ذي حق حقه؟ لماذا لا نطبق أقصى درجات العقوبة على
من يستخدم الواسطة في عمله ومن يحرم شخصا من أخذ حقه في الوظيفة أو في
إنهاء معاملاته اليومية لدى مراجعاته لدى الدوائر الحكومية ؟ لماذا يحرم
هذا الشخص من حقه ونغتال طموحه وفرحته ونعطيها لغيره عن طريق الواسطة في
نظري أن الدولة - حفظها الله - قدمت للوطن والمواطن كل شيء من الفرص
الوظيفية وجعلت هناك شروطا أساسية لمن يريد أن يلتحق بإحدى هذه الوظائف
ولكن هناك من يحارب ذلك ويحرم من يستحق هذه الوظيفة ويقدمها بكل سهولة إلى
شخص آخر من أقاربه أو من أصدقائه وكل ذلك لأنه ليس هناك عقاب أو جزاء رادع
دنيوي لذا فالواسطة وما تسببها من آلام وغبن وقهر للعديد من الناس لا تقل
خطورتها في نظري عن من يتعامل بالرشوة في مجال عمله .
أما الحل في نظري هو أن يستشعر الإنسان وقوفه بين يدي الله ومحاسبة الله له
ويستشعر أيضاً مرارة الظلم الواقع على الناس من جراء الواسطة وأن يفكر مع
نفسه ماذا لو قال المظلوم ( حسبي الله ونعم الوكيل ) بل ماذا لو دعا عليك
هذا الذي أخذ حقه ففي الحديث الذي حسنه الألباني ( اتقوا دعوة المظلوم ؛
فإنها تحمل على الغمام يقول الله جل جلاله : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد
حين) وما أجمل قول السلف رحمهم الله ( لا تبع آخرتك بدنيا غيرك) أي لا تعطي
أحداً شيئاً لا يستحقه ( بالواسطة على سبيل المثال) فيأخذ هو حظه من
الدنيا ويكون عليك الإثم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] القيامة.
وأخيراً لماذا نتكئ على الواسطة ونتجاهل الدعاء إذا رغبنا في تحقيق أمر ما
فثمرة الدعاء مضمونة - بإذن الله - فإذا أتى الداعي بشروط الإجابة فإنه
سيحصل على الخير، وسينال نصيباً وافراً من ثمرات الدعاء ولا بد ففي الحديث
الذي صححه الألباني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : " ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم
إلا أعطاه بها إحدى ثلاث خصال :
إما أن يعجل له دعوته
أو يدخر له من الخير مثلها
أو يصرف عنه من الشر مثلها "
قالوا : يا رسول الله إذا نكثر قال : " الله أكثر "
وفي الختام أسأل الله التوفيق والسداد لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته