نعمة الايمان
عندما نتكلم عن الإيمان فإننا نقرن ذلك بحياة
رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام وبقصص الصحابة الكرام
ونجد أنفسنا نتساءل لماذا ثبت الصحابة أمام التعذيب والاضطهاد
ونحن اليوم لانستطيع مواجهة الفتن والثبات أمام المحن
ولماذا ذاقوا حلاوة الإيمان ونحن نجاهد كي نذوقها ونحس بمعانيه
ولو تكلمنا عن حقيقة الإيمان فبالتأكيد لن
ننسى رسول الله عليه الصلاة والسلام سيد المتقين
وإمام المؤمنين فقد صبر عندما فقد ابنه إبراهيم
وقد صبر عندما ابتلي في زوجته عائشة في حادثة الإفك
وصبر عندما ابتلي في أصحابه في غزوة أحد ولم يفقد الأمل
في الله ولم ينقص ذلك من يقينه شيئا
بل زاده ذلك إيمانا ويقينا بوعد الله ونصره
وإذا تأملنا قصص الصحابة لأصابنا العجب
ولعرفنا أننا لم نعرف الإيمان ولم نذق حلاوته
ولنتساءل لماذا تمكن الإيمان من قلوبهم ولم يتمكن منا نحن
ولماذا ثبتوا ولم نثبت نحن؟؟
تأتي الإجابة مقترنة باليقين فقد كانوا أكثر الناس يقينا ..
وكان الدين عندهم هو الحياة وهو الهدف وهو الملاذ ..
آمنوا بالله فخافوا عقابه وطمعوا في رحمته وأحبوه
لأنهم عرفوا نعمته وعرفوا كرمه ورحمته..
جعلوا حياتهم تدور كلها في محور الدين فلم يتركوا للشيطان بابا ليدخل منه..
أزواجهم وأولادهم وتجارتهم
وعلاقاتهم بالناس وبآبائهم وأمهاتهم كانت تدور كلها في محور الدين..
لذلك عاشو سعداء راضين..
ناداهم الله بالمؤمنين في عدة مواضع من القرآن الكريم...وناداهم
(رضي الله عنهم ورضوا عنه) ولما ذاك؟
- كانوا سعداء وقت المصيبة..وعند نزول البلاء..
ومن هو كذلك فهو مؤمن!!
- وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ونحن نستكثر
كسر الخبز على الفقراء والمساكين
فكانوا مؤمنين!!
- وثبتوا على الحق..فكانوا مؤمنين..
- ونحن اليوم نعاني الفتن ولانستطيع غض أبصارنا عن الحرام
ولانمسك ألسنتنا عن الغيبة والسخرية والهمز واللمز!!
- قرؤوا القرآن بقلوبهم وحفظوه بجوارحهم فلم يجاوزوا الآية
حتى عملوا بها ونحن نحفظ القرآن كله
ولا نعي معناه ونستصعب العمل به..لذا كانوا مؤمنين.وكانوا سعداء
- وعرفوا حقيقة هذه النعمة لأنهم أحسوا بها..وكانت أساس حياتهم
مشكلتنا نحن اليوم أننا لم ندرك حقيقة الإيمان حتى نحس به..
وكثير منا يدعيه وتصرفاته لاتمت له بصلة
لذلك إذا جاء وقت الاختبار..فشلنا فيه وخرجنا منه جزعين متسخطين..
فالبعض يؤمن بلسانه
فيقرأ القرآن ويدعوا إلى الله ويحفظ الأحاديث
ولم يجاوز ذلك تراقيه والبعض يؤمن بقلبه لكن في قلبه شبهة وبدعة..
وهو يتقلب بين الخطأ والصواب..والبعض
يرى الإيمان خلقا فيحسن إلى الناس لكنه لايصلي
ولايصوم فكيف يحس هؤلاء بنعمة الإيمان
ويشكرون الله عليها..وهو لايعرفونها
والله المستعان