خياران أحلاهما
مر...؟؟
الكرامة....أم لقمة العيش....؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأضعكم في الصورة
...اليكم القصة...
الأخ أحمد فقير
معدم لا يشرب الا في أيام الفيضان ولا يأكل الا في موسم الحصاد ولا يقوم
بتغيير ملابسه الا بتغير الفصول يقوم كل صباح من على سريره المتهالك ليذهب
الى عمله المضني كماسح أحذية ..عمل لا يكسبه الا دخل قليل جدا يأتيه مرة في
عدة أشهر واذا أتى لا يكفي لاطعام عصفور لقلة الزبائن...لذا قرر أحمد أن
يحسن وضعه المعيشي باللجوء الى كبار القوم والمسؤولين... فطرده
الكثيرون...وجعله آخرون ينتظر..واستقبله مسؤول آخر كان صاحب عز وجاه...
فبدأ يحكي له كيف كان ماسحا للأحذية وكيف أصبحت وظيفته بلا زبائن وأنه قد
جاء اليه آملا أن يصبح ماسح أحذيته الخاص..فضحك المسؤول ضحكة الشرير
والسيجار محشو في فمه وقال لأحمد : يا أبله هل عمرك رأيت حذائي متربا في أي
صورة صحفية أو لقاء تلفزيوني أنا اذا اتسخ حذائي هذا ألقيه من النافذة
وسوف يجيئون لي بغيره في الحال لا مكان لك عندي..
فما كان من الأخ أحمد الا أن يترجى المسؤول مرارا وتكرارا كمحاولة يائسة
أدت الى غضب المسؤول الذي ركله بحذائه اللامع في وجهه حتى أصاب أنفه وأسال
منه دما مما تبقى له من دم
فتوجه أحمد ناحية الباب خائبا..لكن المسؤول عاد وناداه يا هذا..لقد وجدت لك
مهنة عندي..فتبسم أحمد وفرح وماكاد يفتح فمه حتى أكمل السيد قائلا:
ستجيئني هنا كل يوم تجلس راكعا تحت قدمي
تلحس التراب بل على الهواء من على سطح حذائي الناعم تقبل قدمي أمام الغرباء
أريح قدمي على رأسك عند اللزوم أضربك حين أكون عصبيا أقتلك اذا أردت ثم
ألقي لك بعض النقود في نهاية اليوم..أعلم أنك لا تستحق تلك النعمة..ولكني
سأنعم عليك بهذه الوظيفة العظيمة
فما كان بيد أحمد الخيار لأن معدته
خاوية لذا قرر أن يلبي أوامرالمسؤول الذي أمره ذات يوم أن يعتدل في نومته
على الأرض حتى يتمكن من اسناد قدميه على رقبته فامتثل لأمره ..ولكن السيد
استرخى أكثر من اللزوم أو ما شابه فكسر عظمة برقبة أحمد فمات وهو مطأطيء
الرأس ملصقا اياه تحت أرجل المسؤول الذي لم ينتبه لموته الا بعد مرور مدة
وحين انتبه نادى أحد الخدم وقال له لقد مات أحمد أحفروا له حفرة صغيرة تحت
مكانه هذا وألقوه فيها وأغلقوها عليه حتى يقضي بقية الزمن خاضعا هنا تحت
قدمي..ولا تنسوا أن تأتوني ببديل عنه فقد كان مريحا حقا...
كثيرون هم من ذلتهم
لقمة العيش فاشتغلوا خدما وتحملوا الاهانة وسوء المعاملة من أصحاب البيوت
وآخرون مارسوا التسول فامتدت أيديهم الى الناس لطلب الدينار....
تساؤلاتي :
هل الانسان الفقير مضطر للتنازل عن
كرامته أومبادئه أوأخلاقه ليكسب لقمة عيشه..فقط لأنه لا يحمل شهادة أو
ديبلوم معين أو لأنه أمي لم تتوفر له ظروف الحياة ليتعلم..أو فقط لأن لديه
أفواها كثيرة جائعة..؟؟
أيهما أولى الكرامة أم لقمة العيش في رأيكم..؟؟
وهل الفقر يساوي بالضرورة انحناء ومذلة تستدعي ركوب الآخرين فوق الظهر..؟؟
نورونا بأرائكم النيرة...فرأيكم
يهمنا..
تحية عطرة...أزفها اليكم جميعا....عاشقة الأزهار
__________________
(..وَقُل رَبِّ
زِدْنِي عِلْماً...)